من أسباب ضعف الترجمه من العربیّه إلی الفارسیّه
إنّ معظم الذین قاموا بترجمة الکتب العربیّة بما فیها الأدبیّة والدینیّة وغیرها إلی الفارسیّة لیسوا هم الذین درسوا الأدب العربیّ بل الذین درسوا الأدب الفارسیّ فی الجامعة وتعلّموا العربیّة فی الحوزات العلمیّة أو فی مدارس مفتوحة أو فی بلدان عربیّة... فما دور أولئک الذین درسوا الأدب العربیّ فی الجامعات وأفنوا عمرهم فی قراءة الکتب العربیّة القدیمة وربّما الحدیثة؟ إنّهم تعلّموا العربیّة لیقوموا بنقل التراث العلمیّ والأدبیّ الفارسیّ إلی اللغة العربیّة. وبمعنی آخر إنّ دورهم الرئیس هو التعریب ولیس الترجمة. ولکنّهم مع الأسف لم یقوموا –إلا القلّة القلیلة منهم- بالتعریب کما ینبغی ولم یهتمّوا بالترجمة لأنّها لیست من اختصاصاتهم وانکبّوا علی التدریس وإخراج العلم من الکتب والقائه إلی طلّابهم وربمّا إدخاله فی کتب أخری دون إبداع ودون إتیان بجدید. وترکوا الساحة للآخرین أی للذین درسوا الأدب الفارسیّ لیقوموا بهذه المهمّة ولکنّهم أیضا لم یکن همّهم الأوّل هو الترجمة من العربیّة بل قاموا بها هِوایةً. مع أنّهم وبفضل إتقانهم للغة الهدف استطاعوا أن یقدّموا ترجمات فریدة فی نوعها. وفی الأخیر نظنّ أنّ الحلّ الوحید والأمثل هو إنشاء فرع «الترجمة» -وقد تمّ هذا فعلا- وتطویرها ودعمها مادیّا ومعنویّا وعلمیّا...
مختار حسامی
۱۴۳۸
- ۹۷/۱۲/۰۱